الجمعة، 25 نوفمبر 2016

الخِلَةُ بَيْنَ الشَامِ والعِرَاقِ ... مَوقعُ المَلْحَمَةِ الكُبْرَى

الجمعة، 25 نوفمبر 2016
[size=6الخِلَةُ بَيْنَ الشَامِ والعِرَاقِ ... مَوقعُ المَلْحَمَةِ الكُبْرَى :
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,, ,,,,,,,,,,,,,,(الدكتور مهند جاسم الحسيني)
لكُلِّ شيءٍ مركزٌ ووسطٌ تنتهي إليهِ الأبعادُ, ويبدأ منهُ الوجودُ ...
وما خلقَ اللهُ تعالى مِن شيءٍ إلا وأتبعهُ بمركزٍ تنتهِ إليهِ كتلتهُ ومادتهُ وطاقتهُ ووجودهُ, وحتى ما لَم يصلُ العلمُ الى تحديدهِ, فأنهُ يؤمنُ بوجودهِ ويتيقنُ العجزَ عن الهدايةِ إليهِ, ومثالُ ذلكَ الذرةُ التي تنتهي إليها والأبعادُ تنطلقُ منهَا الخلقةُ, فهي مركزُ الجزيئةِ ومنبعِ وجودِهَا, التي هي الوحدةُ التكوينيةُ لعالَمِ المادةِ, هذا سابقاً, أما بعدَ معرفةِ النواةِ والإيمانُ أنهَا مركزُ الذرةِ, ولكن لحدِ كتابتي هذهِ السطورِ لم يتوصلُ العلمُ الى مركزهَا لا هندسياً ولا فيزياوياً, بل وِضِعَتْ عدةَ نماذجٍ لفهمِ سلوكِهَا وتصرفِهَا, ومنهَا تحديدُ مركزِهَا, ومن هذهِ النماذجِ #نموذجِ_قطرةِ_السائلِ ...

وهنا بدءَ النقاشُ العسكري والسياسي والوقائي والإنتقامي, هل للعالَمِ مركزٌ يُمكنُ من خلالِ السيطرةِ عليهِ السيطرةُ على العالمِ بأسرهِ عسكرياً وسلطوياً, وبالتالي إنَّ إشتعالَ فتيلَ الأزمةِ في هذا المركزِ يُمثلُ إنفجارِ العالمِ بأسرهِ دفعةً واحدةً ؟!!!

لذا إنكبتْ كلُّ النبؤاتِ من القديسينَ والمُرتَاضِينَ من غيرِ المسلمينَ طبعاً, لأني لَم أسمعْ أنَّ هنالكَ أحدَ علماءِ المسلمينَ سنةً وشيعةً قد إستمرَ على إكمالِ ما توصلَ إليهِ السلفُ الصالحُ مِن كُشُوفاتِ وإطلاعِ على بعضِ المُغيباتِ من خلالِ الإرتياضِ, والكلُّ يُؤمنُ حقاً ويقيناً صدقاً وعدلاً, أنَّ الكشفَ جزءٌ من أجزاءِ العلومِ, بل هو الوحيدُ الذي يخرفُ سنواتِ المستقبلِ المتماديةِ, حيثُ يتوقفُ العلمُ على معرفةِ ما يحصلُ بعدَ ساعةٍ, إلا تلكَ المُرتبطةُ بالنتائجِ المنطقيةِ والرياضيةِ والعلميةِ, أما ما عدى ذلكَ فالعلمُ الحديثُ والتقدمُ التكنلوجي يقفُ أمامهُ جاهلاً أمياً لا يهتدي الى أيِّ معرفةٍ سبيلاً ...

لذا دأبتْ التياراتُ الماديةُ المتأخرةُ وبالخصوصِ بعدَ الحربِ العالميةِ الثانيةِ الى إنهاءِ الإرتياضِ الإسلامي وعلى وجهِ خصوصِ في العراقِ, حيثُ أنَّ غلقَ البابَ بوجهِ هذهِ الطريقةِ, وتركِ البابِ مؤصداً ومغلقاً وملغياً بوجهِ مَن يريدُ الإرتيادُ من خلالهِ, والإطلاعُ خلالَهُ الى عوالمِ الغيبِ والمُستقبلِ, جعلَ المسلمينَ بجملتِهِم لا يعرفونَ ما ستؤولُ إليهِ سيناريوهاتِ المُستقبلِ إلا مِن خلالِ البعضِ من المرتاضيينَ من غيرِ المُسلمينَ من أمثالِ #القديس_بايسيوس_ الآثوسي , الذي سبرَ غورَ المُستقبلِ, وملأ الكتبَ مما إطلعَ عليهِ من خلالِ عملياتهِ الإرتياضيةِ ...

#نعم ...

إني أقطعُ جازماً, أنَّ عمليةَ الإرتياضِ هي التي تَحفظُ حياةَ أصحابِهَا من القتلِ والسيطرةِ والعُبوديةِ, حيثُ لا يحتاجُ المُرتاضُ سوى ما يسدُ بهِ رمقَ جوعهِ ويتركهُ حياً الى الوقتُ الذي يأتيهُ القرصُ الآخرُ من الخبزِ, وبالتالي أنَّ هكذا أناسٌ من المرتاضينَ لا يحتاجونَ الى أفواجٍ من الحماياتِ, ولا الى المُصفحاتِ, ولا الى الناقلاتِ من الطائراتِ والسياراتِ, حيثُ عيشةُ الكفافِ التي أرتْهُم قابلَ الدهورِ, كفيلةٌ بذاتِ الوقتِ لحمايتِهِم والحفاظِ على أنفسِهِم, حيثُ لا تَزدحمُ عليهِم أنظارَ المُعجبينَ, ولا تُخالفهُم أهواءُ المريدينَ, ولا تخالطُهُم شبهاتُ الكافرينَ والفاسقينَ ...

حقاً أنَّ أمثالَ هؤلاءِ هم أعمدةُ الدينِ, ومراكزَ سريانَ حقِ اليقينِ, فهم يَحفظوا للأرضِ هيبتَهَا, وللأحياءِ وجودَهَا, وإليهِم تنتهي أعمدةُ النورِ المنتهيةِ من بطونِ العرشِ, فلا يَعزبُ عنهُم أمراً إلا عرفوهُ, وخوفاً من إنفضاحهِم ما كشفوهُ, ولو تُركوا بالعيشِ على سَجَاياهُم ما رتعتْ بهيمةٌ مما خلقَ اللهُ تعالى إلا ورجعتْ مبطونةً من كِثْرَةِ الكَلَأ ...

#المهم ...
وبَعْدَ النظرِ بينَ الكثيرِ من الكتبِ الحَدِيثِيَةِ وتلكَ التي تنتهي إليَّهَا نتائجُ الإرتياضِ, وبعدَ الإطلاعِ السياسي والأمني شبهِ التامِ, لَم أرَ أنَّ هنالكَ منطقةً تَستحقُ أن تكونَ مركزاً للعالمِ بأسرهِ غيرَ تلكَ التي تقعُ في العراقِ والشامِ اليومَ, حيثُ أنَّ هذينِ البلدينِ تبدأ عندَهُمَا كلَّ مراكزِ القوةِ في العالمِ, فأوربا وروسيا شمالاً, والصينُ والهندُ وباكستانُ وإيرانُ واليابان الكوريتينِ وغيرهم شرقاً, والعالمُ العربي والإسلامي غرباً ...

وبالتالي أنَّ السيطرة عليهِمَا والتمكنَ من أرضهِمَا وبسطِ النفوذِ على حدودهِمَا, يعني أنَّ العالمَ باتَ أسيراً وبشكلٍ كاملٍ تحتَ هذهِ القوةِ والى الأبدِ ...

ولكن لا ننسَ أنَّ الحفاظَ على القمةِ أصعبُ من الوصلِ إليهَا كثيراً, لذا رأينا أنَّ أغلبَ عملياتِ الإستعمارِ والإحتلالِ وبسطِ النفوذِ لَم تَدمْ طويلاً, بل بمجردْ السيطرةِ والهيمنةِ لأحدِ الأطرافِ, يُسارعُ طرفٌ أخرٌ منافسٌ ليزيحَ السابقَ وينهي تواجدَهُ وسيطرتَهُ على المنطقةِ ...

ولذا نلاحظُ أنَّ أغلبَ العملياتِ التي حررتْ هذهِ الأرضَ, لم تكن بيدِ أهلِهَا والقابعينَ على ترابِهَا, بل في الغالبِ كانتْ على يدِ نفسِ تلكَ القوى المُحتلةِ والمُسيطرةِ الجديدةِ, فالمغولُ والتترُ والبويهيون والصفويون والعثمانيونَ والفرنسيونَ والإنكليزُ والأميركيون والروسيون ووووو, كلُّهَا هي ذاتُ القوى التي سيطرتْ على الأرضِ بعدَ إزاحةِ أخواتِهَا من المُسيطراتِ في السابقِ ...

وبعبارةٍ دقيقةٍ وبسيطةٍ ومتداولةٍ لدا العامةِ والخاصةِ, أنَّ أكثرَ أرضٍ شهدَتْ السيطرةَ عليهَا, هي تلكَ التي تقعُ في العراقِ والشامِ, بل أتمكنُ من القولِ أنَّهُ لا وجودَ لفترةٍ زمنيةٍ مُعتبرةٍ, بَقِيَتْ بِهمَا هاتانِ الدولتانِ بدونِ سيطرةِ وسطوةِ قوى أحتلاليةِ أستعماريةٍ ...

ولكن بعدَ أن بدأتْ هذهِ القوى العالميةِ بالبروزِ على أنَّهَا قوى وحيدةً ومُسيطرةً على العالَم بأسرهِ, عادتْ تلكَ البوادرُ على السيطرةِ على مركزِ العالمِ عسكرياً وإقتصادياً وروحياً, حيثُ أنَّهّا تيقنتْ بأنَّ عدمِ السماحِ ببزوغِ قوى عسكريةٍ أخرى تعيدُ ثنائيةَ القطبِ لقيادةِ العالَمِ سيمكنُهَا من السيطرةِ والسطوةِ على هذهِ البقعةِ الجغرافيةِ الى أكبرِ فترةٍ ممكنةٍ بلا منازعٍ ولا مُعرقلٍ أبداً, وهذا الذي فسرَ لنَا سببَ العزوفِ الشرقي والغربي والأميركي من إحتلالِ المَنطقةِ سابقاً ...

وبالحقيقةِ أن روسيا العظمى تَعتبرُ أنَّ الأرضَ السوريا هي أرضُ متنفسٍ لَهَا, وأرضُ تَهديدٍ جديدةٍ اوربياً والتي ستمكنُهَا مِن إعادةِ تسويقِ نفسِهَا على أنَّهَا عضوٌ فاعلٌ وقطبٌ أخرٌ يحكمُ العالمَ بقبالِ أميركا اليومَ .
وإنَّ حرمانَ الروسَ هذا الحلمِ أن يتحققَ, بمثابةِ قبولِهَا أن تصبحَ بلداً أوربياً في المُستقبلِ القريبِ, حيثُ الخضوعِ التامِ للإرادةِ الأميركيةِ, بل أن تَعتبرَ نَفسهَا على أنَّهَا ولايةٌ جديدةٌ تُضافُ الى الولاياتِ الأميركيةِ الخمسينَ بمعيةِ الولاياتِ الأوربيةِ خارجِ حدودِهَا الإداريةِ ...

وهذا التفكيرُ السلطوي القطبي المُرعبُ يجبُ أن يَصُبَ حِمَمَهُ على المنطقةِ بأسرِهَا, بل يجبَ أن تُدرِكَ المَنطقةَ حراكاً عسكرياً برياً وجوياً وبحرياً وفضائياً واسعاً, ولا إستثناءَ لدولةٍ تُذكرُ, لأنَّ الصراعَ سيكون على أرضِ المركزِ عالمياً, والبلدانُ التي لا تملكُ قدراتٍ عسكريةً, فليسَ لهَا أن تمنعَ أجوائهَا وأراضيهَا كممراتٍ للقوى الأخرى, وبالتالي ستصبحُ تلكَ البلدانِ مشاركةً عسكرياً رغماً عنهَا, وستكون أهدافاً عسكريةً مُحتملةً ....

وهذا ما سَيُعرفُ #بالملحمةِ_الكبرى .....
][/size]

Let's block ads! (Why?)



الخِلَةُ بَيْنَ الشَامِ والعِرَاقِ ... مَوقعُ المَلْحَمَةِ الكُبْرَى

0 التعليقات:

إرسال تعليق

 
◄Design by Pocket